وهب الله الأندلس طبيعة ساحرة ووافرة جمالاً.. جبالها الخضراء وسهولها الجميلة، وتغريد طيورها على أفنان أشجارها... كل ذلك له أثره في جمال الأندلس التي شغفت بها القلوب وهامت بها النفوس.
و هنا نجد تَعَلّق الأندلسيين بها، يسرحون النظر في خمائلها، وأخذ الشعراء والكتاب ينظمون درراً في وصف رياضها ومباهج جنانها.
يقول ابن خفاجة:
ياأهل الأندلس لله دركم ماء وظل وأنهار وأشجار
ماجنة الخلد الا في دياركم ولو تخيرت هذا كنت اختار
لا تخشوا بعد هذا ان تدخلوا سقراً فليس تدخل بعد الجنة النار
لقد شحذت الطبيعة قرائح الشعراء عند الأندلسيين.
ولم يكن جمال الطبيعة في الأندلس هو وحده الذي ساعد على ضهور شعر الطبيعة هذا، بل ان حياة المجتمع الاندلسي والاستقرار السياسي من الموثرات ايضاً في هذا الشعر، الذي يمثل تعلق الشعراء الاندلسيين ببيئتهم وتفضيلها على غيرها من البيئات، ولكون الشعر عندهم يصف طبيعة الاندلس سواء الطبيعية او الصناعية، فهم يصورونها عن طريق الطبيعة كما ابدعها الله في الحقول والرياض والانهار والجبال والسماء والنجوم، ويصفونها كما صورها الفن لديهم في القصور والمساجد والبرك والاحواض وغيرها، ومن هنا يكتمل تذوقهم لجمال الطبيعة فيزداد حبهم لها ويبدع شعرائها في وصفها