يعد ابن خفاجة من أبرز الشعراء الذين وصفوا الطبيعة في الأندلس على الإطلاق واتخذ الطبيعة قاعدة للغزل والذكرى وإحلال الاستعارة المستمدة من الطبيعة مكان غيرها من الاستعارات حيث كان يقف عند كل جزءا من المظاهر التي يصفها
زاد في التشخيص وفي الرابطة العاطفية بينه وبين الطبيعة وربط وصفها بالرثاء وبالزهد والفناء
وكان لذلك عدة عوامل أهمهاخشيته من الموت وعذوبه عن الزواج .
وقداسترعى الجبل اهتمام ابن خفاجه , فنظر اليه ببصره وبصيرته , فرأى فيه الحياة , وسمع منه حديث الشيخ المجرب , وكان بينهما التقارب والتجاوب .
وأرعن طماح الذؤابة بــــــــــاذح
يطـــاول أعنــان السمـــاء بغـــــارب
وقور على ظهرالفلاة كــــــــــأنه
طـــوال اللـــيالي مـــفكــر بالعواقــب
اصخت اليه ,وهو اخرس صامت
فحدثني ليل الــســــرى بالـــعجائـــب
وقال:" ألا كم كنت ملجأ قاتــــــل
ومـــوطــن أواه تـــبـــــتــل تائـــــــب
وكــم مــر بي من مدلج ومـؤوب
وقـــال بــظــلي من مـــطي وراكـــب
فما كان ألا ان طوتهم يد الـردى
وطـــارت بــهم ريح النوى والنوائب
فما خفق ايكي غير رجفة اضلع
ولا نوح ورقي غير صرخـــة نــادب
وماغيض السلوان دمعي وأنما
نزفت دموعي في فراق الصواحبـي
فحتى متى ابقى ويضغن صاحب
اودع مـــنه راحلا غــــــيـــر ايــب ؟
الأربعاء مارس 26, 2008 3:55 pm