تقييم العصور السياسية والادبية في الاندلس
اتسمت هذه العصور بسمات خاصة، فإن كان عصر تأسيس الإمارة هو بداية الطريق في وضع اللبنات الأولى لما أعقبه من نهضة عمرانية وعلمية وأدبية، فإن العصر الأموي يمثل ذروة مابلغته الأندلس من نهضة مزدهرة. أما عصر ملوك الطوائف، فبالرغم من ترديه السياسي، تميّز بازدهار الحركة الأدبية وكثرة الشعر والشعراء وازدهار فن الموشح، مع تأسيس لمكانة العلماء والأدباء، لما وجدوه من حفاوة في بلاط الحكام المختلفين. أما عصر المرابطين فكان عصرًا دينيًا ضعفت فيه الحركة الأدبية شيئًا، وظهر فيه فن الزجل ولقي رواجًا كبيرًا. ومثله كان عصر الموحدين الذي أدى التأمل الديني فيه إلى نشاط الحركة الفلسفية وما تبع ذلك من التفكير الفلسفي الحر. ويبقى عصر بني الأحمر أو عصر الجلاء بما فيه من حياة قلق وتوجس وترف ورخاء يفيض بشعر كثير، فهو تارة يصف النكبة وأخرى يصور حــياة الدعة والمجون، فقد نضجت الفنون الأدبية على نار هادئة من المحن والكوارث، فنهض الموشح والزجل والشعر نهضة واسعة.