4-عصر المرابطين:
المرابطون فئة من أهل المغرب من أصل بربري نشأت فيهم دعوة إصلاحية قام بها عبد الله بن ياسين الجزولي حيث ذهب إلى قبيلة "كدالة" في المغرب فبدأ بالإصلاح في بيت أمير هذه القبيلة , ثم بدأ بإصلاح الآخرين غضب عليه أهل القبيلة, ولكن الأمير ظل مستمسكاً به ولما اشتدت وطأة أفراد هذه القبيلة على هذا المصلح خرج الأمير والمصلح معاً خارج القبيلة وبقوا في موضع منعل ظلوا فيه زمناً مرابطين على العلم والعبادة لذا سموا بالمرابطين.
وبعد فترة نرى قبيلة "كدالة" تدعو الأمير المصلح الداعية إلى العودة إلى بلاد المغرب لأن أحوال القبيلة ساءت بعد خروجهما ,و تمخضت هذه العودة عن دولة كبيرة, وكان زعيمها يوسف بن تاشفين-رحمه الله-, والذي توجه إلى الأندلس ليوحدها بعد أن رأى سوء أحوالها فضمها إلى دولته في المغرب.
وكان ابن تاشفين قبل ذلك قد ساعد ملوك الطوائف على النصارى في معركة الزلاقة, ولم يترك الأندلس إلا بعد أن تعاهد ملوكها على ترك الخصام والمنازعة فيما بينهم, ولكنهم تخلوا عما تعاهدوا عليه, فعاد إليهم وأسقط دولتهم وابتدأ عهد المرابطين سنة 484 هـ, ودولة المرابطين فيها شيء كثير من طبع البداوة لأنهم من بوادي المغرب, ولذا لم يهتموا بالبناء كثيراً بل كان همهم الأكبر نشر الدين الإسلامي والإصلاح ولكن حكم المرابطين للأندلس لم يدم طويلاً حيث زال سلطانهم سنة 530 هـ.
5-عصر الموحدين:
والموحدون أصحاب دعوة تخالف دعوة المرابطين, فعقيدة الموحدين تقوم على مزيج من العقائد المختلفة وذلك بخلاف دولة المرابطين التي كانت متمسكة بمنهج أهل السنة والجماعة, وسمّى الموحدون أنفسهم بهذا الاسم زاعمين أنهم أصحاب التوحيد الحقيقي, وأما المرابطون فهم-على زعمهم- ليسوا ذوي عقيدة صحيحة وسمّوهم بالمجسمة والداعية لهذه الدولة هو المهدي بن تومرت المصمودي, حيث ادعى أنه المهدي المنتظر.
وقد حكم الموحدون الأندلس إلى جانب المغرب كما فعل المرابطون من قبل, واتسم عصر الموحدين بالقوة؛ لأنهم من حواضر البربر واهتموا بالبناء والحضارة والجانب العسكري وحاربوا النصارى فلهم شيء من الفضل-بعد الله- على الأندلس, وكانت دولة الموحدين قد ضمّت الأندلس في حدود سنة 530 هـ , وبقيت تحكمها مدة تقارب المائة سنة حيث خرجت الأندلس عن سلطانهم سنة 630 ه
6-عصر بني الأحمر:
ويسمى أيضاً (الغرناطي), لأن الدولة الإسلامية اتخذت غرناطة عاصمة لها, ويسمى أيضاً بالعصر النّصري نسبة لبني نصر وهي الأسرة التي ينتمي إليها محمد بن الأحمر مؤسس هذه الدولة.
وكان المسلمون قد خسروا أكثر المدن في الأندلس وذلك في فترة الضعف الأخيرة التي عاشتها الأندلس قبل زوال حكم الموحدين منها , ولذا فلم يبقَ في يد بني الأحمر إلا عدد قليل من المدن في الجزء الجنوبي من الأندلس فكان أكثر المسلمين الذين يخسرون أراضيهم في الأندلس نتيجة لسقوطها بأيدي النصارى يتجهون إلى هذه الدولة حتى غدت دولة بني الأحمر ذات كثافة سكانية عالية.وقد ابتدأت هذه الدولة سنة630 هـ وبقيت إلى سقوط الحكم الإسلامي في الأندلس سنة 897 هـ.
بعد أن سلم أبو عبد الله آخر ملوكها مفاتيحها للغالبين .
وأعطي أبو عبد الله قد ضيعة يقيم فيها فخرج وأهله من قصر الحمراء حزيناً منخلع القلب ومشى مطرقاً إلى منفاه حتى إذا انعطف به الطريق وكادت الحمراء تتوارى عنه أرسل إليها النظرة الأخيرة وهطلت عيناه بالدموع فقالت له أمه عائشة :
ابكِ مثل النساء ملكاً مضاعاً لم تحافظ عليه مثل الرجالِ .
السبت مارس 29, 2008 9:31 am