الغزل غرض قديم حديث اهتم به الشعراء منذ الأزل حيث أعجبوا بجما المرأة وشغفهم حبها فاتجهوا إلى التعبير عن مشاعرهم ووصف جمالها والغزل من أهم الأغراض التي ظهرت في الشعر الأندلسي، وقد امتاز : بالمعاني الرقة الجذابة و العواطف المتدفقة الخلابة و وحسن التعبير وشدة الأشواق والغزل الأندلسي تارة يأتي حسيا ماديا يصور فيه الشاعر محبوبته ويصف محاسنهاوتارة أخرى يكون عفيفا يصف تأجج نيران الحب وشدة الأشواق مستلهما من البيئة الخلابة حوله مثل ابن زيدون الذي يقول:
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقًا----والأفق طلق،و وجه الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصائله ----كـأنه رق لي فاعتل إشفاقًـا
والروض عن مائة الفضي مبتسم----كما شققت عن اللبات أطواقً
نلهو بما يستميل العين من زهر ----جال الندى فيه حتى مال أعناقًا
وهذا لسان الدين يصور لنا محبوبته بأنها كالبدر المشرق في الدجى وكالغصن المهتز في النعومة وكالغزال المتمايل في المشية فبقول :
يا هلالا يا قضيبا يا رشى ----إن تبدا أو تثنى أو مشى