بلاد الأندلس بلاد جميلة أبدع شعراءها في وصفها ووصف رياضها وما حوته من اخضرار واحمرار واصفرار ، وأوراق خضر نضيرة وأغصان غضة مياسة ونور وأزاهير وشذا وعبير ، وحفيف غصون وتغريد عصافير ، ومياه صافية فضية وقت الضحى عسجدية وقت الأصيل .
وأبدأ بالحديث عن الروضيات بهذه الأبيات الرائعة للقاضي أبو الحسن بن زنباع يصف قصة الطبيعة وفعل السحاب والأمطار في الأرض التي تتسربل بعدهما بحلتها الجميلة فتتفتح أزهارها وتنضج ثمارها :
أبدت لنا الأيامُ زهرة طيبهاوتسربلت بنضيرها وقشيبها .
واهتز عِطف الأرض بعد خشوعهاوبدت بها النعماء بعد شحوبها .
وتطلعت في عنفوان شبابهامن بعد ما بلغت عتيَّ مشيبها .
وقفت عليها السحبُ وقفة راحمفبكت لها بعيونها وقلوبها .
فعجبتُ للأزهار كيف تضاحكتببكائها وتبشرت بقطوبها .
وتسربلت حللاً تجر ذيولهامن لدمها فيها وشق جيوبها .
فلقد أجاد المزن في إنجادهاوأجاد حرُّ الشمس في تربيبها .