لم يكتفي الأندلسيون بوصف الأزهار والرياض والبساتين الجميلة بل وصل بهم الحال إلى وصف الثمار فقد وصفوا التفاح والسفرجل والرمان والعنب وحتى الباذنجان !! وأبدعوا في ذلك كثيرا .
فقال أبو عثمان المصحفي وقد تأمل ثمرة السرفجل الأبيات التالية الرائعة المحبوكة في نسيج رائع ولفظ رقيق ومعنى أنيق موشى بلوعة حب وشكوى صب رغم أنه شطح في آخرها قليلاً ( وزودها ) حتى نسي أن ما بين يديه ما هو إلا حبة من السفرجل !!
ومصفرَّةٍ تختال في ثوب نرجسوتعبق عن مسك زكيِّ التنفس .
لها ريح محبوبٍ وقسوة قلبهولونُ محبٍ حُلَّةَ السُقم مكتسي .
فصفرتها من صفرتي مستعارةٌوأنفاسها في الطيب أنفاسُ مؤنسي .
فلما استتمت في القضيب شبابهاوحاكت لها الأنواء أبراد سندس .
مددت يدي باللطف أبغي قطافهالأجعلها ريحانتي وسط مجلسي .
وكان لها ثوبٌ من الزغب أغبرٌيرف على جسم من التبر أملسِ .
فلما تعرَّت في يدي من لباسهاولم تبق إلا في غلالة نرجسِ .
ذكرتُ بها من لا أبوح بذكرهفأذبلها في الكف حرُّ تنفسي .
وهذا أحمد بن محمد بن فرح يقدم صورة بهية لثمرة الرمان فيقول :
ولابسة صدفاً أحمراأتتك وقد ملئت جوهرا .
كأنك فاتح حُقٍّ لطيفٍتضمَّن مرجانَه الأحمرا .
وكذلك كان للعنب نصيب عند شعراء الأندلس فقال فيه الشاعر أحمد بن الشقاق ما يلي :
عنب تطلَّع من حشى ورق لناصُبغت غلائل جلده بالإثْمدِ .
فكأنه من بينهن كواكبٌكُسفت فلاحت في سماء زبرجدِ .