هجت تلك الطبيعة الساحرة في بلاد الأندلس أشواق شعرائها وذكرتهم بحبهم القديم كما فعلت مع
الشاعر أبو عبد الله المالقي والذي اشتهر بحب جارية اسمها أزهر وأخرى اسمها حسن الورد فكانت الطبيعة ملهمه في أشعاره فذات مرة عندما كان مع أحد أصحابه على جرية ماء في موضع رائع الجمال يحار العقل فيه قال :
شربنا على ماء كأن خريره خرير دموعي عند رؤية أزهر
حلفت بعينيها لقد سفكت دمي بأطراف فتان وألحاظ جؤذر
وأيضا بينما كان مع أحد أصحابه وبين يديه أغصان من الورد قال :
ذكرت بالورد حسن الورد منتبه حسنا وطيبا وعهد غير مضمون
هيفاء لو بعت أيامي لرؤيتها بساعة لم أكن فيها بمغبون
كالبدر ركبه في الغصن خالقه فما ترى حين تبدو غير مفتون
فاشرب على ذكرها خمرا كريقتها وخصني بهواها حين تسقيني
وأختم بهذه الأبيات الرقيقة للوزير أبي عامر بن مسلمة الذي استغل الطبيعة ليحجب ما أراد قوله من غزل !
وخميلةٍ رقم الزمان أديمها بمفضَّض ومقسَّم ومشوبِ
رشفت قبيل الصبح ريق غمامة ٍرشف المحب مراشف المحبوبِ
وطردتُ في أكنافها مُلْكَ الصبا وقعدتُ واستوزرتُ كل أديب
وأدرتُ فيها اللهو حق مداره مع كل وضاح الجبين حسيبِ