لقد كانت دوافع الزهد عند الشاعر في هذا العصر مختلفة بعض الشيء فقد شحذته فوضى الحياة السياسية وزادت في حب الخلاص لدى الفرد من الدنيا وشجعته على طلب النجاة لنفسه حتى أصبح الزهد مذهبا أدبيا وأخلاقيا
ومن الأمثلة الواضحة على ذلك ما قاله السميسر:
جملة الدنيا ذهاب ---مثل ما قالوا سراب
والذي فيها مشيد ---فخراب ويباب
وأرى الدهر بخيلا ---أبدا فيه اضطراب
سالب ماهو معط ---فالذي يعطي عذاب
وليوم الحشر إنعام سؤال وجواب
وصراط مستقيم ---يوم لايطوى كتاب
فاتق الله وجنب ---كل مافيه حساب
ودعوته إلى القناعة والرضى بالكفاف في قوله :
دع عنك جاهلا ومالا ---لاعيش إلا الكفاف
قوت حلال وأمن ---من الردى وعفاف
وكل ماهو فضل ---فإنه إسراف