الغزل وابن زيدون
أحمد بن عبد الله بن غالب بن زيدون ولد بقرطبة وتوفي بإشبيليا
وتحكى قصة حبه مع ولاّدة التي تمثلت في قصائده واخترت الأبيات التالية التي تجسد عاطفته الصادقة فقال:
أضحى التّنائي بديلاً من تدانينا وناب عن طيب لُقيانا تجافينا
ياجنة الخلد أبدلنا بسدرتها والكوثر العذب زقوما وغسلينا
سران في خاطر الظلماء يكتمنا حتى يكاد لسان الصبح يشفينا
كنا نرى اليأس تسلينا عوارضه وقد يئسنا فما لليأس يغرينا ؟
ليسق عهدكم عهد السرور فما كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
واللّه ماطلبت أرواحنا بدلا ً منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا
أبكي وفاء وإن لم تبذلي صلةً فالطيف يقنعنا والذكر يكفينا
*معاني النص ليست بالغامضة ولا الجديدة وهي صورة عن نفس الشاعر وعواطفه وقد اختار لأبياته الألفاظ الرقيقة التي تشبه ألفاظ البحتري ولعل ابن زيدون اعتمد مفردات الجنة والنار ليركب نصه ويظهر المفارقة في حالتي الوصال والبعد عن محبوبته ولادة