خصائص الوصف الفني في شعر الطبيعة الأندلسي
وهب الله الأندلس طبيعة ساحرة ووافرة جمالاً.. جبالها الخضراء
وسهولها الجميلة، وتغريد طيورها على أفنان أشجارها... كل ذلك له أثره في جمال الأندلس التي شغفت بها القلوب وهامت بها النفوس.
وأخذ الشعراء والكتاب ينظمون درراً في وصف رياضها ومباهج جنانها.
ولقد تعددت خصائص الوصف وسماته ومن أبرزها:- التشخيص؛ أي إسباغ الحياة على الأمور المعنوية أوعلى الجمادات و تجسيمها و مخاطبتها مخاطبة الكائن الحي، و هي سمة انتشرت في الشعر الأندلسي كثيراً. و من أشهر القصائد التي تمثل هذه السمة قصيدة لابن خفاجة في وصف جبل، يقول فيها:
وقور على ظهر الفلاة كأنه طوال الليالي ناظر في العواقب
ومن ابرز سمات الوصف في الشعر الأندلسي : نقل الإحساس بوسائل فنية جديدة متقنة؛ كقول عبدالرحمن الداخل في وصف النخلة التى قال فيها:
نشأت بأرض انت فيها غريبـــة فـمثلـك في الاقصاء والمنتأى مثلى
حيث صور النخله ككائن حي,ذي صفات نفسية وعاطفية ,تشاركه فيما يكابد من آلام الغربة,والبعد المؤلم,عن الاهل والاحباب ومن ابرز السمات أيضاً:- أن معظم شعر الوصف عند شعرا الاندلس جاء في قطع قصيرة حيث جاء سهلا واضحا لاغرابة فيه ولاتعقيد ,ومنه قول الشاعر ابن اللبانة في وصف جزيرة ميورقة :
بلدٌ أعارته الحمامةُ طوقها وكساه حلةَ ريشهِ الطاووسُ .